سعيد عقل ................. قرأت مجدك
قرأت مجدك
-----------------------------------
قرأتُ مجدَكِ في قلبي و في الكُتُبِ
شَآمُ ، ما المجدُ؟ أنتِ المجدُ لم يَغِبِ
إذا على بَرَدَى حَوْرٌ تأهَّل بي
أحسسْتُ أعلامَكِ اختالتْ على الشّهُبِ
أيّامَ عاصِمَةُ الدّنيا هُنَا رَبطَتْ
بِعَزمَتَي أُمَويٍّ عَزْمَةَ الحِقَبِ
نادتْ فَهَبَّ إلى هِندٍ و أندلُسٍ
كَغوطةٍ مِن شَبا المُرَّانِ والقُضُبِ
خلَّتْ على قِمَمِ التّارِيخِ طابَعَها
وعلّمَتْ أنّهُ بالفتْكَةِ العَجَبِ
و إنما الشعرُ شرطُ الفتكةِ ارتُجلَت
على العُلا و تَمَلَّتْ رِفعَةَ القِبَبِ
هذي لها النصرُ لا أبهى، فلا هُزمت
وإن تهَدّدها دَهرٌ منَ النُوَبِ
و الانتصارُ لعَالي الرّأسِ مُنْحَتِمٌ
حُلواً كما المَوتُ،جئتَ المَوتَ لم تَهَبِ
شآمُ أرضَ الشّهاماتِ التي اصْطَبَغَتْ
بِعَنْدَمِيٍّ تَمَتْهُ الشّمْسُ مُنسَكِبِ
ذكّرتكِ الخمسَ و العشرينَ ثورتها
ذاكَ النفيرُ إلى الدّنيا أنِ اضْطَرِبي
فُكِّي الحديدَ يواعِدْكِ الأُلى جَبَهوا
لدولةِ السّيفِ سَيفاً في القِتالِ رَبِي
و خلَّفُوا قَاسيوناً للأنامِ غَداً
طُوراً كَسِيناءَ ذاتِ اللّوحِ والغلَبِ
شآمُ... لفظُ الشآمِ اهتَزَّ في خَلَدي
كما اهتزازُ غصونِ الأرزِ في الهدُبِ
أنزلتُ حُبَّكِ في آهِي فشدَّدَها
طَرِبْتُ آهاً، فكُنتِ المجدَ في طَرَبِي
سعيد عقل .................. شام يا ذا السيف
-----------------------------------
شامُ يا ذا السَّيفُ لم يَِغي
يا كَلامَ المجدِ في الكُتُبِ
قبلَكِ التّاريخُ في ظُلمةٍ
بعدَكِ استولى على الشُّهُبِ
لي ربيعٌ فيكِ خبَّأتُهُ
مِلءَ دُنيا قلبيَ التّعِبِ
يومَ عَينَاها بِساطُ السَّما
والرِّمَاحُ السودُ في الهُدُبِ
تلتوي خَصراً فأومي إلى
نغمةِ النّايِ ألا انتَحِبي
أنا في ظِلِّكَ يا هُدبَها
أحسُبُ الأنجُمَ في لُعَبي
طابتِ الذكرى فَمَنْ رَاجِعٌ
بي كما العودُ إلى الطربِ؟
شامُ أهلوكِ إذا همْ على
نُوَبٍ ، ٍقلبي على نُوبِ
أنا أحبابيَ شِعري لهمْ
مثلما سَيفي وسَيفُ أبي
أنا صَوتي مِنكَ يا بَرَدَى
مثلما نَبعُك مِن سُحُبي
ثلجُ حَرْمُونَ غَذَانا مَعاً
شامِخاً كالعِزِّ في القُبَبِ
وَحَّدَ الدُنيا غَداً جَبَلٌ
لاعِبٌ بالرّيحِ والحِقَبِ
سعيد عقل......................... سائليني
-----------------------------------
سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ،
كيفَ غارَ الوردُ واعتلَّ الخُزامْ
وأنا لو رُحْتُ أستَرْضي الشَّذا
لانثنى لُبنانُ عِطْراً يا شَآمْ
ضفّتاكِ ارتاحَتا في خاطِري
و احتمى طيرُكِ في الظّنِّ وَحَامْ
نُقلةٌ في الزَّهرِ أم عندَلَةٌ
أنتِ في الصَّحوِ وتصفيقُ يَمَامْ
أنا إن أودعْتُ شِعْري سَكرَةً
كنتِ أنتِ السَّكبَ أو كُنتِ المُدامْ
ردَّ لي من صَبوتي يا بَرَدَى
ذِكرَياتٍ زُرْنَ في ليَّا قَوَامْ
ليلةَ ارتاحَ لنا الحَورُ فلا
غُصنٌ إلا شَجٍ أو مُستهامْ
وَجِعَتْ صَفصَافةٌ من حُزنِها
و عَرَى أغصَانَها الخُضرَ سَقامْ
تقفُ النجمةُ عَن دورتِها
عندَ ثغرينِ وينهارُ الظلامْ
ظمئَ الشَّرقُ فيا شامُ اسكُبي
واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَمَامْ
أهلكِ التّاريخُ من فُضْلَتِهم
ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَامْ
أمَويُّونَ، فإنْ ضِقْتِ بهم
ألحقوا الدُنيا بِبُستانِ هِشَامْ
أنا لستُ الغَرْدَ الفَرْدَ إذا
قلتُ طاب الجرحُ في شجوِ الحمامْ
أنا حَسْبي أنّني مِن جَبَلٍ
هو بين الله والأرضِ كلامْ
سعيد عقل ..................... خذني بعينيك
-----------------------------------
طالَتْ نَوَىً وَ بَكَى مِن شَوْقِهِ الوَتَرُ
خُذنِي بِعَينَيكَ وَاهْرُبْ أيُّها القَمَرُ
لم يَبقَ في الليلِ إلا الصّوتُ مُرتَعِشاً
إلا الحَمَائِمُ، إلا الضَائِعُ الزَّهَرُ
لي فيكَ يا بَرَدَى عَهدٌ أعِيشُ بِهِ
عُمري، وَيَسرِقُني مِن حُبّهِ العُمرُ
عَهدٌ كآخرِ يومٍ في الخريفِ بكى
وصاحِباكَ عليهِ الريحُ والمَطَرُ
هنا التّرَاباتُ مِن طِيبٍ و مِن طَرَبٍ
وَأينَ في غَيرِ شامٍ يُطرَبُ الحَجَرُ؟
شآمُ أهلوكِ أحبابي، وَمَوعِدُنا
أواخِرُ الصَّيفِ ، آنَ الكَرْمُ يُعتَصَرُ
نُعَتِّقُ النغَمَاتِ البيضَ نَرشُفُها
يومَ الأمَاسِي ، لا خَمرٌ ولا سَهَرُ
قد غِبتُ عَنهمْ وما لي بالغيابِ يَدٌ
أنا الجَنَاحُ الذي يَلهو به السَّفَرُ
يا طيِّبَ القَلبِ، يا قَلبي تُحَمِّلُني
هَمَّ الأحِبَّةِ إنْ غَابوا وإنْ حَضِروا
شَآمُ يا ابنةَ ماضٍ حاضِرٍ أبداً
كأنّكِ السَّيفُ مجدَ القولِ يَخْتَصِرُ
حَمَلتِ دُنيا على كفَّيكِ فالتَفَتَتْ
إليكِ دُنيا ، وأغضَى دُونَك القَدَرُ
سعيد عقل............... يا شام عاد الصيف
-----------------------------------
يا شَامُ عَادَ الصّيفُ متّئِدَاً وَعَادَ بِيَ الجَنَاحُ
صَرَخَ الحَنينُ إليكِ بِي: أقلِعْ، وَنَادَتْني الرّياحُ
أصواتُ أصحابي وعَينَاها وَوَعدُ غَدٌ يُتَاحُ
كلُّ الذينَ أحبِّهُمْ نَهَبُوا رُقَادِيَ وَ استَرَاحوا
فأنا هُنَا جُرحُ الهَوَى، وَهُنَاكَ في وَطَني جراحُ
وعليكِ عَينِي يا دِمَشقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ
يا حُبُّ تَمْنَعُني وتَسألُني متى الزمَنُ المُباحُ
وأنا إليكَ الدربُ والطيرُ المُشَرَّدُ والأقَاحُ
في الشَّامِ أنتَ هَوَىً وفي بَيْرُوتَ أغنيةٌ و رَاحُ
أهلي وأهلُكَ وَالحَضَارَةُ وَحَّدَتْنا وَالسَّمَاحُ
وَصُمُودُنَا وَقَوَافِلُ الأبطَالِ، مَنْ ضَحّوا وَرَاحوا
يا شَامُ، يا بَوّابَةَ التّارِيخِ، تَحرُسُكِ الرِّمَاحُ
سعيد عقل ....................... حملت بيروت
-----------------------------------
حَمَلْتُ بَيْروتَ في صَوتِي وفي نَغَمِي
وَحَمَّلَتْنِي دِمَشْقُ السَّيْفَ في القَلَمِ
فَنَحْنُ لُبْنَانُ ، وِكْرُ النَّسْرِ دَارَتُنا
والشَّامُ جَارَتُنا، يا جيرَةَ الهِمَمِ
مِنْ ها هُنا نَسَمَاتْ المَجْدِ لافِحَةٌ
وَمِنْ هُنالكَ رَاياتٌ على القِمَمِ
أنا على الدَّرْبِ يا وادي الحَرير هَوىً
بَيْنَ الحَبيبَيْنِ ما قَلْبي بِمُنْقَسِمِ
أفْدِي العُيونَ الشَّآمِيَّاتِ نَاعِسَةً
بالنَّوْمِ هَمَّتْ عَلَى حُلْمٍ وَلَمْ تَنَمِ
هُنَّ اللّوَاتي جَرَحْنَ العُمْرَ مِنْ شَغَفٍ
وَطِرْنَ بي نَغَمَاً يَبْكي بِكُلِّ فَمِ
قلبي مِنَ الحُبِّ كَرْمٌ لا سِياجَ لَهُ
نَهْبُ الأحِبَّةِ مِنْ سَاهٍ وَمِنْ نَهِمِ
ويا هَوىً مِنْ دِمَشْقٍ لا يُفَارِقُنِي
سُكْنَاكَ في البَالِ سُكْنَى اللّوْنِ في العَلَمِ
سعيد عقل .................. ألعينيكِ
-----------------------------------
ألعينيكِ تأنّى وخَطَرْ
يفرش الضوءَ على التلّ القمرْ؟
ضاحكاً للغصن، مرتاحاً إلى
ضفّة النهرِ، رفيقاً بالحجر
علَّ عينيكِ إذا آنستا
أثراً منه، عرا الليلَ خَدَر
ضوؤه، إما تلفّتِّ دَدٌ
ورياحينُ فُرادى وزُمَر
يغلب النسرينُ والفلُّ عسى
تطمئنّين إلى عطرٍ نَدَر
من تُرى أنتِ، إذا بُحتِ بما
خبّأتْ عيناكِ من سِرّ القدر؟
حُلْمُ أيِّ الجِنّ؟ يا أغنيةً
عاش من وعدٍ بها سِحرُ الوتر
****
نسجُ أجفانكِ من خيط السُّهى
كلُّ جَفنٍ ظلّ دهراً يُنتظَر
ولكِ «النَّيْسانُ»، ما أنتِ لهُ
هو مَلهىً منكِ أو مرمى نظر
قبلَ ما كُوِّنْتِ في أشواقنا
سكرتْ مما سيعروها الفِكَر
قُبلةٌ في الظنّ، حُسنٌ مغلقٌ
مُشتَهىً ضُمَّ إلى الصدر وَفَر
وقعُ عينيكِ على نجمتنا
قصّةٌ تُحكَى وبثٌّ وسَمَر
قالتا: «ننظُرُ» فاحلولى الندى
واستراح الظلّ، والنورُ انهمر
****
مُفردٌ لحظُكِ إن سَرّحتِهِ
طار بالأرض جناحٌ من زَهَر
وإذا هُدبُكِ جاراه المدى
راح كونٌ تِلْوَ كونٍ يُبتكَر
سعيد عقل ..................... مرّ بي
-----------------------------------
مر بي يا واعداً وعداً مثلما النسمة من بردى
تحمل العمر تبدده أه ما أطيبه بددا
رب أرض من شذا و ندى و جراحات بقلب عدى
سكتت يوماً فهل سكتت؟ أجمل التاريخ كان غدا
واعدي لا كنت من غضب أعرف الحب سنى و هدى
الهوى لحظ شآمية رق حتى قلته نفذا
هكذا السيف ألا انغمدت ضربة و السيف ما انعمدا
واعدي الشمس لنا كرة إن يد تتعب فناد يدا
أنا حبي دمعة هجرت ان تعد لي أشعلت بردى
سعيد عقل ....................... نسمت
نسمت
-----------------------------------
نسمت من صوب سوريا الجنوب قلت هل المشتهى وافي الحبيب
أشقر أجمل ما شعثت الشمس أو طيرت الريح اللعوب
شعر أغنية قلبي له و جبين كالسنى عال رحيب
أنا ان سألت أي مضني قالت القامة حبيك عجيب
مثلما السهل حبيبي يندري مثلما القمة يعلو و يغيب
و به من بردى تدفاقه و من الحرمون اشراق و طيب
ويحه ذات تلاقينا على سندس الغوطة و الدنيا غروب
قال لي أشياء لا أعرفها كالعصافير تنائي و تؤوب
هو سماني أنا أغنية ليت يدري انه العود الطروب
من بلاد سكرة قال لها تربة ناي و نهر عندليب
و يطيب الحب في تلك الربى مثلما السيف إذا مست يطيب
سعيد عقل ....................غنيت مكة
-----------------------------------
غنيت مكة أهلها الصيدا و العيد يملؤ أضلعي عيدا
و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا
و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا
لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا
و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا
الأرض ربي وردة وعدت بك أنت تقطف فإروي موعودا
لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا
ضج الحجيج هناك فاشتبكي بفمي هنا يغر تغريدا
و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا
لا قفرة إلا و تخصبها إلا و يعطي العطر لاعودا
الأرض ربي وردة وعدت بك أنت تقطف فإروي موعودا
و جمال وجهك لا يزال رجا ليرجى و كل سواه مردود
قرأت مجدك
-----------------------------------
قرأتُ مجدَكِ في قلبي و في الكُتُبِ
شَآمُ ، ما المجدُ؟ أنتِ المجدُ لم يَغِبِ
إذا على بَرَدَى حَوْرٌ تأهَّل بي
أحسسْتُ أعلامَكِ اختالتْ على الشّهُبِ
أيّامَ عاصِمَةُ الدّنيا هُنَا رَبطَتْ
بِعَزمَتَي أُمَويٍّ عَزْمَةَ الحِقَبِ
نادتْ فَهَبَّ إلى هِندٍ و أندلُسٍ
كَغوطةٍ مِن شَبا المُرَّانِ والقُضُبِ
خلَّتْ على قِمَمِ التّارِيخِ طابَعَها
وعلّمَتْ أنّهُ بالفتْكَةِ العَجَبِ
و إنما الشعرُ شرطُ الفتكةِ ارتُجلَت
على العُلا و تَمَلَّتْ رِفعَةَ القِبَبِ
هذي لها النصرُ لا أبهى، فلا هُزمت
وإن تهَدّدها دَهرٌ منَ النُوَبِ
و الانتصارُ لعَالي الرّأسِ مُنْحَتِمٌ
حُلواً كما المَوتُ،جئتَ المَوتَ لم تَهَبِ
شآمُ أرضَ الشّهاماتِ التي اصْطَبَغَتْ
بِعَنْدَمِيٍّ تَمَتْهُ الشّمْسُ مُنسَكِبِ
ذكّرتكِ الخمسَ و العشرينَ ثورتها
ذاكَ النفيرُ إلى الدّنيا أنِ اضْطَرِبي
فُكِّي الحديدَ يواعِدْكِ الأُلى جَبَهوا
لدولةِ السّيفِ سَيفاً في القِتالِ رَبِي
و خلَّفُوا قَاسيوناً للأنامِ غَداً
طُوراً كَسِيناءَ ذاتِ اللّوحِ والغلَبِ
شآمُ... لفظُ الشآمِ اهتَزَّ في خَلَدي
كما اهتزازُ غصونِ الأرزِ في الهدُبِ
أنزلتُ حُبَّكِ في آهِي فشدَّدَها
طَرِبْتُ آهاً، فكُنتِ المجدَ في طَرَبِي
سعيد عقل .................. شام يا ذا السيف
-----------------------------------
شامُ يا ذا السَّيفُ لم يَِغي
يا كَلامَ المجدِ في الكُتُبِ
قبلَكِ التّاريخُ في ظُلمةٍ
بعدَكِ استولى على الشُّهُبِ
لي ربيعٌ فيكِ خبَّأتُهُ
مِلءَ دُنيا قلبيَ التّعِبِ
يومَ عَينَاها بِساطُ السَّما
والرِّمَاحُ السودُ في الهُدُبِ
تلتوي خَصراً فأومي إلى
نغمةِ النّايِ ألا انتَحِبي
أنا في ظِلِّكَ يا هُدبَها
أحسُبُ الأنجُمَ في لُعَبي
طابتِ الذكرى فَمَنْ رَاجِعٌ
بي كما العودُ إلى الطربِ؟
شامُ أهلوكِ إذا همْ على
نُوَبٍ ، ٍقلبي على نُوبِ
أنا أحبابيَ شِعري لهمْ
مثلما سَيفي وسَيفُ أبي
أنا صَوتي مِنكَ يا بَرَدَى
مثلما نَبعُك مِن سُحُبي
ثلجُ حَرْمُونَ غَذَانا مَعاً
شامِخاً كالعِزِّ في القُبَبِ
وَحَّدَ الدُنيا غَداً جَبَلٌ
لاعِبٌ بالرّيحِ والحِقَبِ
سعيد عقل......................... سائليني
-----------------------------------
سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ،
كيفَ غارَ الوردُ واعتلَّ الخُزامْ
وأنا لو رُحْتُ أستَرْضي الشَّذا
لانثنى لُبنانُ عِطْراً يا شَآمْ
ضفّتاكِ ارتاحَتا في خاطِري
و احتمى طيرُكِ في الظّنِّ وَحَامْ
نُقلةٌ في الزَّهرِ أم عندَلَةٌ
أنتِ في الصَّحوِ وتصفيقُ يَمَامْ
أنا إن أودعْتُ شِعْري سَكرَةً
كنتِ أنتِ السَّكبَ أو كُنتِ المُدامْ
ردَّ لي من صَبوتي يا بَرَدَى
ذِكرَياتٍ زُرْنَ في ليَّا قَوَامْ
ليلةَ ارتاحَ لنا الحَورُ فلا
غُصنٌ إلا شَجٍ أو مُستهامْ
وَجِعَتْ صَفصَافةٌ من حُزنِها
و عَرَى أغصَانَها الخُضرَ سَقامْ
تقفُ النجمةُ عَن دورتِها
عندَ ثغرينِ وينهارُ الظلامْ
ظمئَ الشَّرقُ فيا شامُ اسكُبي
واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَمَامْ
أهلكِ التّاريخُ من فُضْلَتِهم
ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَامْ
أمَويُّونَ، فإنْ ضِقْتِ بهم
ألحقوا الدُنيا بِبُستانِ هِشَامْ
أنا لستُ الغَرْدَ الفَرْدَ إذا
قلتُ طاب الجرحُ في شجوِ الحمامْ
أنا حَسْبي أنّني مِن جَبَلٍ
هو بين الله والأرضِ كلامْ
سعيد عقل ..................... خذني بعينيك
-----------------------------------
طالَتْ نَوَىً وَ بَكَى مِن شَوْقِهِ الوَتَرُ
خُذنِي بِعَينَيكَ وَاهْرُبْ أيُّها القَمَرُ
لم يَبقَ في الليلِ إلا الصّوتُ مُرتَعِشاً
إلا الحَمَائِمُ، إلا الضَائِعُ الزَّهَرُ
لي فيكَ يا بَرَدَى عَهدٌ أعِيشُ بِهِ
عُمري، وَيَسرِقُني مِن حُبّهِ العُمرُ
عَهدٌ كآخرِ يومٍ في الخريفِ بكى
وصاحِباكَ عليهِ الريحُ والمَطَرُ
هنا التّرَاباتُ مِن طِيبٍ و مِن طَرَبٍ
وَأينَ في غَيرِ شامٍ يُطرَبُ الحَجَرُ؟
شآمُ أهلوكِ أحبابي، وَمَوعِدُنا
أواخِرُ الصَّيفِ ، آنَ الكَرْمُ يُعتَصَرُ
نُعَتِّقُ النغَمَاتِ البيضَ نَرشُفُها
يومَ الأمَاسِي ، لا خَمرٌ ولا سَهَرُ
قد غِبتُ عَنهمْ وما لي بالغيابِ يَدٌ
أنا الجَنَاحُ الذي يَلهو به السَّفَرُ
يا طيِّبَ القَلبِ، يا قَلبي تُحَمِّلُني
هَمَّ الأحِبَّةِ إنْ غَابوا وإنْ حَضِروا
شَآمُ يا ابنةَ ماضٍ حاضِرٍ أبداً
كأنّكِ السَّيفُ مجدَ القولِ يَخْتَصِرُ
حَمَلتِ دُنيا على كفَّيكِ فالتَفَتَتْ
إليكِ دُنيا ، وأغضَى دُونَك القَدَرُ
سعيد عقل............... يا شام عاد الصيف
-----------------------------------
يا شَامُ عَادَ الصّيفُ متّئِدَاً وَعَادَ بِيَ الجَنَاحُ
صَرَخَ الحَنينُ إليكِ بِي: أقلِعْ، وَنَادَتْني الرّياحُ
أصواتُ أصحابي وعَينَاها وَوَعدُ غَدٌ يُتَاحُ
كلُّ الذينَ أحبِّهُمْ نَهَبُوا رُقَادِيَ وَ استَرَاحوا
فأنا هُنَا جُرحُ الهَوَى، وَهُنَاكَ في وَطَني جراحُ
وعليكِ عَينِي يا دِمَشقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ
يا حُبُّ تَمْنَعُني وتَسألُني متى الزمَنُ المُباحُ
وأنا إليكَ الدربُ والطيرُ المُشَرَّدُ والأقَاحُ
في الشَّامِ أنتَ هَوَىً وفي بَيْرُوتَ أغنيةٌ و رَاحُ
أهلي وأهلُكَ وَالحَضَارَةُ وَحَّدَتْنا وَالسَّمَاحُ
وَصُمُودُنَا وَقَوَافِلُ الأبطَالِ، مَنْ ضَحّوا وَرَاحوا
يا شَامُ، يا بَوّابَةَ التّارِيخِ، تَحرُسُكِ الرِّمَاحُ
سعيد عقل ....................... حملت بيروت
-----------------------------------
حَمَلْتُ بَيْروتَ في صَوتِي وفي نَغَمِي
وَحَمَّلَتْنِي دِمَشْقُ السَّيْفَ في القَلَمِ
فَنَحْنُ لُبْنَانُ ، وِكْرُ النَّسْرِ دَارَتُنا
والشَّامُ جَارَتُنا، يا جيرَةَ الهِمَمِ
مِنْ ها هُنا نَسَمَاتْ المَجْدِ لافِحَةٌ
وَمِنْ هُنالكَ رَاياتٌ على القِمَمِ
أنا على الدَّرْبِ يا وادي الحَرير هَوىً
بَيْنَ الحَبيبَيْنِ ما قَلْبي بِمُنْقَسِمِ
أفْدِي العُيونَ الشَّآمِيَّاتِ نَاعِسَةً
بالنَّوْمِ هَمَّتْ عَلَى حُلْمٍ وَلَمْ تَنَمِ
هُنَّ اللّوَاتي جَرَحْنَ العُمْرَ مِنْ شَغَفٍ
وَطِرْنَ بي نَغَمَاً يَبْكي بِكُلِّ فَمِ
قلبي مِنَ الحُبِّ كَرْمٌ لا سِياجَ لَهُ
نَهْبُ الأحِبَّةِ مِنْ سَاهٍ وَمِنْ نَهِمِ
ويا هَوىً مِنْ دِمَشْقٍ لا يُفَارِقُنِي
سُكْنَاكَ في البَالِ سُكْنَى اللّوْنِ في العَلَمِ
سعيد عقل .................. ألعينيكِ
-----------------------------------
ألعينيكِ تأنّى وخَطَرْ
يفرش الضوءَ على التلّ القمرْ؟
ضاحكاً للغصن، مرتاحاً إلى
ضفّة النهرِ، رفيقاً بالحجر
علَّ عينيكِ إذا آنستا
أثراً منه، عرا الليلَ خَدَر
ضوؤه، إما تلفّتِّ دَدٌ
ورياحينُ فُرادى وزُمَر
يغلب النسرينُ والفلُّ عسى
تطمئنّين إلى عطرٍ نَدَر
من تُرى أنتِ، إذا بُحتِ بما
خبّأتْ عيناكِ من سِرّ القدر؟
حُلْمُ أيِّ الجِنّ؟ يا أغنيةً
عاش من وعدٍ بها سِحرُ الوتر
****
نسجُ أجفانكِ من خيط السُّهى
كلُّ جَفنٍ ظلّ دهراً يُنتظَر
ولكِ «النَّيْسانُ»، ما أنتِ لهُ
هو مَلهىً منكِ أو مرمى نظر
قبلَ ما كُوِّنْتِ في أشواقنا
سكرتْ مما سيعروها الفِكَر
قُبلةٌ في الظنّ، حُسنٌ مغلقٌ
مُشتَهىً ضُمَّ إلى الصدر وَفَر
وقعُ عينيكِ على نجمتنا
قصّةٌ تُحكَى وبثٌّ وسَمَر
قالتا: «ننظُرُ» فاحلولى الندى
واستراح الظلّ، والنورُ انهمر
****
مُفردٌ لحظُكِ إن سَرّحتِهِ
طار بالأرض جناحٌ من زَهَر
وإذا هُدبُكِ جاراه المدى
راح كونٌ تِلْوَ كونٍ يُبتكَر
سعيد عقل ..................... مرّ بي
-----------------------------------
مر بي يا واعداً وعداً مثلما النسمة من بردى
تحمل العمر تبدده أه ما أطيبه بددا
رب أرض من شذا و ندى و جراحات بقلب عدى
سكتت يوماً فهل سكتت؟ أجمل التاريخ كان غدا
واعدي لا كنت من غضب أعرف الحب سنى و هدى
الهوى لحظ شآمية رق حتى قلته نفذا
هكذا السيف ألا انغمدت ضربة و السيف ما انعمدا
واعدي الشمس لنا كرة إن يد تتعب فناد يدا
أنا حبي دمعة هجرت ان تعد لي أشعلت بردى
سعيد عقل ....................... نسمت
نسمت
-----------------------------------
نسمت من صوب سوريا الجنوب قلت هل المشتهى وافي الحبيب
أشقر أجمل ما شعثت الشمس أو طيرت الريح اللعوب
شعر أغنية قلبي له و جبين كالسنى عال رحيب
أنا ان سألت أي مضني قالت القامة حبيك عجيب
مثلما السهل حبيبي يندري مثلما القمة يعلو و يغيب
و به من بردى تدفاقه و من الحرمون اشراق و طيب
ويحه ذات تلاقينا على سندس الغوطة و الدنيا غروب
قال لي أشياء لا أعرفها كالعصافير تنائي و تؤوب
هو سماني أنا أغنية ليت يدري انه العود الطروب
من بلاد سكرة قال لها تربة ناي و نهر عندليب
و يطيب الحب في تلك الربى مثلما السيف إذا مست يطيب
سعيد عقل ....................غنيت مكة
-----------------------------------
غنيت مكة أهلها الصيدا و العيد يملؤ أضلعي عيدا
و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا
و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا
لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا
و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا
الأرض ربي وردة وعدت بك أنت تقطف فإروي موعودا
لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا
ضج الحجيج هناك فاشتبكي بفمي هنا يغر تغريدا
و أعز رب الناس كلهم بيضا فلا فرقت أو سودا
لا قفرة إلا و تخصبها إلا و يعطي العطر لاعودا
الأرض ربي وردة وعدت بك أنت تقطف فإروي موعودا
و جمال وجهك لا يزال رجا ليرجى و كل سواه مردود